المواهب الفرنسية بالبوندسليجا تبحث عن صفات كروية مختلفة

"ألمانيا ليست الجنة على الأرض" يقول لاعب فرنسي شاب في ألمانيا، لكنه يعترف أن هناك تقاليد كروية ألمانية يفتقدها في بلده.



تَأَلق المنتخب الفرنسي في مباراته الودية مساء أمس الثلاثاء في كولونيا مع منتخب ألمانيا، ولولا براعة أوزيل وجوتزه وشتيندل في الثواني الأخيرة لخرجت فرنسا فائزة بالمباراة التي انتهت بالتعادل 2-2.



وصحيح أنه لم يشارك في المباراة من اللاعبين الفرنسيين في الدوري الألماني (بوندسليجا) سوى كورينتين توليسو، لاعب بايرن ميونيخ، بينما جلس كينجسلي كومان بديلا، إلا أن هذا لا يخفي العدد الكبير للمواهب الفرنسية في الدوري الألماني في الموسم الحالي (2018/2017).



ويشارك 19 لاعبا فرنسيا، في الدوري الألماني أغلبهم من الشباب الواعد، في الأندية الـ18، بالبطولة الأكبر في ألمانيا، إذ تعد فرنسا المصدر الأجنبي الثالث للاعبي البوندسليجا بعد سويسرا (23 لاعبا) والنمسا (24 لاعبا).



"كلهم من المواهب الشابة"



وإذا كانت البوندسليجا محطة مؤقتة للبعض من أجل الذهاب إلى أماكن أخرى، مثلما فعل عثمان ديمبلي، لاعب دورتموند السابق وبرشلونة الحالي، إلا أن البطولة الألمانية تمثل المستقبل لنجوم فرنسيين آخرين.



والدليل على ذلك نجوم معتزلون مثل ويلي سانيول وليزارازو، وحاليا فرانك ريبيري، الذي جاء إلى بايرن قبل عشر سنوات، وبقي به حتى الآن بل واشترى منزلا في ميونيخ ويتمنى أن يلعب ابنه سيف يوما ما لمنتخب ألمانيا.



ومن أبرز المواهب الفرنسية في ألمانيا إضافة إلى توليسو، صاحب أغلى صفقة انتقال للدوري الألماني حتى الآن، وكينجسلي كومان، وكلاهما في بايرن، هناك مثلا عبدو ديالو (21 عاما) لاعب ماينز، وثلاثة في لايبزيج وهم جين كفين أوجوستين (20 عاما) ودايوت أوبامكانو (19 عاما) وإبراهيما كانوتيه (18 عاما).



وفي دورتموند يلعب دان اكسل زاجادو (18 عاما) وفي جلادباخ هناك ميشيل كويسانس (18 عاما) وفي شالكه يلعب أمين حارث (20 عاما)، الذي قرر الانضمام لمنتخب المغرب.



ويقول موقع "كيكر" عن اللاعبين الفرنسيين الـ19 في الدوري الألماني "لقد جاء كثير منهم في الصيف الماضي إلى ألمانيا ولا يزيد عمر أي واحد منهم عن 23 عاما".

استفادة متبادلة بين ألمانيا وفرنسا



وقال موقع "فيلت فوسبال" الألماني: "الأندية الألمانية تحب الاستفادة كثيرًا من الأندية الفرنسية".



وأوضح "في فرنسا هناك جواهر بحاجة للاكتشاف، لديها تكوين رفيع المستوى في أكاديميات الناشئين الرائعة مثل أكاديمية كليرفونتين. إضافة إلى أن أسعارهم معقولة ومحترمة".



والحقيقة أن الأندية الألمانية تستفيد من هؤلاء سواء عند بقائهم فيها وحصد البطولات، أو بيعهم بمبالغ تفوق أضعاف ما دفعوه لأجلهم.



فمثلا فاز دورتموند بكأس ألمانيا بفضل تألق عثمان ديمبلي، كما جنى من وراء بيعه لبرشلونة نحو 150 مليون يورو، أي عشرة أضعاف ما دفعه لرين الفرنسي قبل عام واحد تقريبا.



وبالنسبة للمواهب الفرنسية فإنه "ليس من البديهي أن ألمانيا هي الجنة على الأرض"، كما قال عبدو ديالو قلب الدفاع بفريق ماينز.



وأوضح ديالو أن هناك صعوبات بالنسبة له (وربما لغيره) كلاعب فرنسي منها "حاجز اللغة والبرودة"، أما الاختلاف الكبير من وجهة نظره، بين بلده وألمانيا، فهو "الانضباط والصرامة".



وأكمل "هنا لا يجرؤ لاعب على مناقشة مسائل (مثل) أوقات التدريب والمساج أو العمال الآخرين".



وبحسب ديديه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا فإن "الدوري الألماني يعد بطولة رائعة". وينظر ديشامب بعين الاعتبار إلى لاعبه كومان ويقول إنه يلعب في بايرن حيث يكون هناك دائما ضغوط ومطالب كثيرة.



وأضاف "هذا شيء جيد، إنهم (المواهب الفرنسية) يواصلون التطور في ألمانيا، ويواجهون تحديات كبرى يوما بعد يوم".



أما صحيفة "ليكيب" الفرنسية فقد كتبت أمس الإثنين في عنوانها الرئيسي "زاجادو، ديالو، أوبامكانو، كويسانس.. ألمانيا تحمل في يديها مستقبل الفريق الفرنسي".
أحدث أقدم