http://tmearn.com/jvdR
الرّيف ينزف..
الحسيمة تعرف حالة استنفار أمني رهيب، تخوّيف وترهيب للناس، وللمتظاهرين، من طرف رجال أمن فاق عدّدهم عدد كراسي المقاهي..
كمائن منصوبة بجلّ مداخل المدينة لإرجاع الوافدين عليها، سدُّوا منافذها كما فعلت الجرذان بمداخل باب العزيززية، يشبه الأمر ما عاشته مدن مصر قبل الثورة بأربعة أيام. وأمهات ينظر من شقوق الأبواب بنصف عين مُغمضة، يستطلعون ما يدور خارجاً، منتظرات عودة أبنائهن من الجهاد الأكبر، جهاد تحرير البلاد من قبضة الفساد والمفسدين..
العيد بلون زيّ ِرجال أمن في عيون الأطفال.. ولعباً تشبه عتاداً عسكرياً، وتحول الطفل لرجلٍ ناقم على سيارة أمن استوّطنت ساحة كانت تحتضنُ شغبه الطفولي صبيحة العيد..
الفرحة نصف فرحة، وعيونهم تستطلع غرباء استحّلوا المقام بمدينة كانت هادئة، وعاثوا في أرجائها، وفي البلاد فساداً، ويحّمون مصالح من فوق، على حساب أهات وأحلام من تحت..
عيد أطفال الريف ناقص.. ملابس جديدة تغتالها عيون رئيس فرقة تدخل سريع ينتظر إشارة التدخّل.. فساتين الطفلات بيضاء، يُقابلها سواد شفاه رجال أمن يدخنون بشراهة منتبهين أن لا تلتقطهم أعين رئيسهم ويوبخهم..
طفلة تمرّ بمحاذاة أسطول سيارات بيضاء، تمسك يد والدها، تخاف عليه من أن يلتقطوه ليلا تحت جنح الظلام، كما التقطوا عشرات من المتظاهرين قبله، وتركوا أبنائهم أيتاماً صباح العيد، وحدها صورته المعلّقة على جدار غرفة الضيوف، تقاسهم إفطار صبيحة يوم ينبئ بأن نهاره سيكون ساخن..
بهجة العيد لا شفق لها يلوح حتى ألعابهم تغيرت، وبلا شعور منهم، ربما هي الرغبة ما جعلهم يفعلون ذلك، يتركون المتظاهرين يربحون.. دائما يفوز المتظاهرون في اللعبة..
والأمل المنشود..
أن يفوز الكبار في لعبة أكبر..
http://tmearn.com/jvdR
Tags:
أخبار