خـواطر وهـمسات (5)

" احتياج "

صغيرتي الأثيرة .. قَرِّي عيناً .. أنتي في مأمن ..
فالغضب عليكي لا يعرف طريقه إلي القلبِ مهما فعلتي !!
مهما شاغبتي و عاندتي و عن الحقِّ ابتعدتي !!
راضٍ أنـــــــا !!
صُبِّي عليَّ من الفِتنةِ ما شئتي !!
بل و احنثي بكلِّ ميثاقٍ و عهدِ !!
إلا واحداً ..
لا تتركيني .. وحدي !!


" لست مغرورة "

فلتَطِر كما تشاء .. و لن تعيش .. فالسماء أنا ..
فلتسبح كما تشاء .. و لن تعيش .. فالبحر أنا ..
فلتتنفس كما تشاء .. و لن تعيش .. فالهواء أنا ..
فلتهرب كما تشاء .. و لن تعيش .. فالطريق أنا ..
فلتضحك كما تشاء .. و لن تعيش .. فالفرح أنا ..
فلتجالس من تشاء .. و لن تعيش .. فالأنس أنا ..
فلتسمع ما تشاء .. و لن تعيش .. فالنغم أنا ..
فلتنظر لما تشاء .. و لن تعيش .. فالشوق أنا ..
فلتبني ما تشاء .. و لن تعيش .. فالسَكَن أنا ..
فلتتذوق ما تشاء .. و لن تعيش .. فالكَفاف أنا ..
أتنعتني بالغرور ؟!!! ما أغرَبَك !!!! 
كيف ؟!!!!
و أنتَ من قال بالأمسِ كل ما سبق ؟! 
أني لكَ الكَوْنُ و ما تبقى من الرَمَق !!
و اليوم ..
أراكَ تُغرِّد علي الأغصان  ما أطربَك !!!
أيا منافقاً .. لمسيلمة الكذوب ما أقرَبك !!! 
  
" قبل الطوفان "

أرتجيك أن ترحل في التوِّ و اللحظة .. قبل أن يفيضَ حزني علي وجهي .. فيختفي ما أَلِفْتَه من معالمِه الرزينة تحتَ طوفانِ ضعفي !! 
إرحل بالله عليك قبل أن يدقَّ الحبُّ طبولَ الحربِ .. قد تملَّكَني الخزيُّ .. ما عُدْتُ أقوى النظرَ في مِرآةِ عينيك .. كل ما أخشاهُ ألا أتمالك غضبي فأصفعُ احتياجي علي وجهِك .. ذلك المخادعُ الذي أغواني فأذلَّني إلي أن عوَّلت عليه جُلَّ سعادتي و أحلامي .. و عند مفترق الطرق .. أعلنَ انسحابِه من جنَّتي .. و كأنني اختيار !! و كأنه قرار !!
و كأن كل ما كان بيننا مجرد وهمٌ باقتدار !!! 
و كأن العودةَ إلي ما كنتُ عليه سيتمُّ قبل بلوغ النهار !!!! 
إرحل .. إرحل قبل الطوفان في سفينة الناجين من الدمار .. إرحل بسلامٍ عن قلبي و لا لوم عليك .. قد صببتُ جامَّ عتبي علي الحب .. هو من خدعنا نحن الاثنين .. أما أنتَ فما خَدَعت .. أرأيت إلي إي مدي أحببت ؟! إلي أن أكفرُ بالحبِّ ذاتِه و لا أؤمن لوهلة أنك أنتَ مَنْ كذبت !!!!
" مأزق إجباري "

" في إنتظارِ الموت " .. حالة يعيشها البعض .. و ربما الكثير .. يتمنون لحظةَ الخلاصِ الكبري من ذلك المأزقِ الإجباريّ المُسمَي " الحياة " .. علي أملِ الرحيل خلالَ نورٍ سماوىٍّ بملابسِ بيضاءٍ إلى عالمٍ أفضل .. نهاية مخملية حيث السكون و الراحة من شرورِ هذا العالم الرديئ !!!
يا له من خيالٍ فقيرٍ لروحٍ زهدت الأمل فتعلّقت بالسراب !! فما الموت إلا بدايةُ حياةٍ جديدةٍ .. لا ندركها .. و لن ندرك مصيرنا فيها إلي أن نعيشه .. و لن نعيشه حتى نُكمِلَ إجتيازنا لذلك المأزق الإجباريّ في نشأته .. الاختياريّ في جوهره .. إنه الإختبار الحقّ .. نستلم فيه ورقةَ* إمتحانٍ واحدةٍ .. بها سؤالٌ* واحدٌ .. و المدة* مجهولة !!! 
*ورقةٌ من روحٍ ملونةٍ بالأبيض و الأسود .. مزيجٌ وجدانيٌّ من الخير و الشر في وعاءٍ واحد .. لا ينفصلان .. و لا يتداخلان !!!
*و السؤال .. أيهما يسود .. أيهما يقود اختياراتك .. المبادئ أم الرغبات ؟!
*و مدةُ إختبارٍ سريّةٌ  لحكمةٍ من إلهٍ خبيرٍ بخفايا العباد .. لعلها و الله أعلى و أعلم .. " طول الأمل " .. ذلك السحْرُ الكامنُ في جوهرِ الروح .. سِحْرٌ يدفعُ الجاهلَ المُغتَرَّ لاستمرار الركض في طريقٍ ممتدٍّ إلي نهايةِ أُفقِه .. و يرشدُ العاقلَ النجيبَ لاستمرارِ سعيِه في طريقٍ طوله كطولِ ظلّهِ علي الأرض .. و بالأعمال لا الآجال تطول الظِلال !!!!
 فلنبذل و نبذل حتى نستوفى أعمارَنا .. و إن كان لا بد من الخيال .. فدعونا نأمل أن يعود أحدُهم بعد موتِه .. فيحكى لنا ما رآى .. و لن يعودَ أبدا !! 
أما عن هؤلاء المستسلمين في انتظار النهاية .. لقد جاءت نهايتكم مسبقاً .. يوم توقفت قلوبُكم عن الأمل .. فتمنيتم الموتَ بدلاً عن الحياة !!!

" لعلها تبتسم "

 أينما تأخذك الحياة .. لا تستنزف طاقتك في الصراع معها .. إعلن الهدنة و كأنك المنتصر .. و في غفلة منها لوِّن أيامك بفرشاة الأمنيات .. علي أمل أن تستيقظ ذات صباح .. فتجد الحياة علي جدران غرفتك .. تبتسم !!

" إنتساب جزئيّ "

في مرحلةٍ ما .. آنستُ قلبي في حاجةٍ لانتماء .. فقررت أن أُهديه لأعظمِ النساء .. و بعد جميلِ صبرٍ و عظيمِ ترحالٍ .. وجدتُكِ أنتِ يا نفيسةَ الروح .. " أنتِ هي و لا أحدٍ سواكِ " .. هكذا ظننت .. و لكى أقطع الشكَّ باليقين .. قررتُ توسيعَ دائرةِ البحث .. لعلِّي أمحى ريبَتي .. فأستطيع بعدها أن أكفلَ لكِ سعادةً أبديّةً !!!

و اليوم .. أُعلن استسلامي .. لقد أدركتُ سخفَ الفكرةِ من أساسِها .. ليست كلَّ القلوبِ تخضعُ لانتماءٍ تامٍّ دائم .. بعضها يكفيه الانتساب الجزئيّ .. و من بينها قلبيَ اللَّعوب !!! 

فهل تكوني فريدةً من نوعِك !! هل ترتضين المخاطرة  و تقبلين انتسابي إليكِ .. جزئياً .. و إلي الأبد ؟!


" هرطقة قلب "

أمام طوفان حبك .. إختلت عُجْباً في بقائي صامداً .. إلي أن أدركت أنه ليس إلا .. هرطقة قلبٍ قد غرق عشقاً في بحر عينيك منذ أول لقاء .. و مازال يهلوس في سكراته أملاً في النجاة .. إلي أن أتاه اليقين من خلودِ هواكِ بالوتين .. فأسلم الروح و امتثل للشهادة !!!
" هويّة شبح " - قصة قصيرة

كانت فتاةً شجاعة .. صادقت كل مخاوفها .. و عبر سنين طوال سمعت ما ردده الناس عنه من أساطير .. مفزعة !! لعوبة !! يملؤها الجنون !! حتى أنهم أدّعوا هامسين .. أن كل من سمع إسمه قضى نحبه علي الفور !!

شغفت به .. و تمنت أن تراه .. و تحدت نفسها أن تصادقه إلي أن تظفر بذلك الإسم السحرى .. فتكون الفائزة الكبري .. و يخلد إسمها في الروايات !!
جابت ما وسعها من أراضٍ بحثاً عنه .. سألت و سألت .. و كلما سألت ضعف الأمل في اللقاء !! أحقا كما يقولون !! لعله شبحٌ من ضرب الخيال !!

إلي أن أستبد بها اليأس .. فقررت الرجوع .. و عندها .. لمحته عن بعد .. شبحٌ ضعيفٌ هائمٌ بلا هوية !!

إرتعدت لثانية !! ثم استجمعت جأشها و انطلقت خلفه .. نادته بصوتٍ مرتجف :- " هلا أسررت لي بإسمك ؟ " .. إلتفت إليها بوجهٍ وديعٍ ملأ قلبها شفقةً .. و قال " لكِ ذلك يا أميرتي .. لكن علي شرط .. أن تصاحبينى ثلاثة أيام ..بعدها أبوح لك بإسمى .. ثم إذهبى "

وافقته علي ما أراد .. و بدأت الأيام كما الأحلام .. نعم .. وقعت في الغرام !! و قبل أن تبدأ فرحتها .. كانت الأيام الثلاث قد انتهت .. و جاء وقت الرحيل !!

سألته توسلاً .. " لا أريد إسمك !! فقط إبقينى جانبك !! " .. حينها لمعت عيناه .. و خلع قناع الوداعة قائلاً :- " بالقطع لا أيتها الحمقاء الصغيرة .. الآن ستعرفين أسمى .. أنا  شيطان العِشق .. يصاحبنى المغرمون أياماً بعد سعيٍّ مرير .. إلي أن يأتنسون وجودي .. فأهجرهم لموتةٍ فى التيه شوقاً إليَّ ..

الآن علمتي .. لما لم يعش أحداً ليخبر عني !!! فانتظري نفس المصير المحتوم !!!
" إخلاء سبيل "

هلا أخليتي سبيلَ حبيبتي المحتجزة داخلَكِ منذ دهر .. رجاءً دَعيها .. دعي ملامحها الحانية تطل من وجهك لوهلة .. دعي صوتها الخفيض يملأ جنبات قلبي .. دعي ابتسامتها تضيئ الجوار .. وحدها و لا غير من يستطيع أن يرى لهفتي للقياها !! إنها اللهفة التي تأبي الخروج ما دمتي حاضرة .. بكل هذا العناد و تلك الغطرسة !!!
" مناورة سلبية "

بعض الجروح لا تندمل .. فقط .. نعتاد الألم في محاولة لخداع الإحساس بها  .. كصوت مزعج في خلفية الحياة .. مع الوقت .. قد لا نسمعه .. في مناورة سلبية لتوفير عناء تجاهله !!



إرسال تعليق

يمكنك ترك تعليق

أحدث أقدم