خواطر وهمسات (2)


" عاشِق الشَّمْس " 

بعد حيرةٍ طويلةٍ .. تَشَجَّعَت و سألَتْه : 
" لَستَ كباقي الرجال .. أراكَ عَنِّي مُعْرِضاً .. و هم ينهشون عِصْمَتي و يطلبون مزيداً .. أفلا تشتهي الشمسَ؟! أم فقط تَخْشىَ الغروبَ ؟! "
فأجاب : 
" رَبِّي بعشقي أعلَمُ .. رَبُّ القلوبِ .. عَلَّ إشتهاؤك نعمةً .. حمدي لها ألا أبوح بٍسِرِّهَا .. فالشَّمسُ حين تَحْتَجِبُ .. يكفي بصيصُ نورِها !! "
" التماهي "

أتغلغل داخل أفكارك .. و تملئين بين ثنايا القلب .. كالعسل في شمعه .. مُتَماهِيان .. إمتزاجهما وجودٌ لا محيص عنه .. حتي إن حاولا الفرار بعيداً .. دوماً ما يُبقِى الحنين أثراً  لا يمكن طمسه .. و لا يجوز التغاضي عنه .. مهما تبدلت الملامح .. أو طال الزمن !!

ببساطة ....... نسياني مستحيل !!!! 

ـــــــــــــ

التماهي هو : التمازج أو الترابط أو الانصهار بين شيئين وجعلهما واحد 
المتماهي هو : إسم الفاعل من المصدر أي الممتزج أو المترابط .
" في حَضْرةِ الحبّ "

و يهفو القلبُ لنسائمِ الأحباب ..
فتبتسم العيون بلا أسباب ..
و يحدِّثُهم الفؤادُ رغمَ الغياب .. 
و تناجيهم الروحُ من وراء حِجاب ..
ألا قد حَضَرَ الحُبُّ !!
و إذا حَضَرَ الحُبُّ .. معه تُفْتَحُ الأبواب ..
فيحضرون عُنْوَةً دون إنتظارِ جواب ..
و رغمَ كَوْنِهم المُستَحِقِّين للعِتاب !!
هيهات هيهات أن نُغْلِقَ الأبواب ..
في وَجْهِ جميلِ العذاب !!
" الجوع إليه "

وسط حياةٍ صاخبةٍ لا تهدأ .. عاشت معظم أيامها .. سعيدةً كونها قوية .. مستقلة .. كاملة .. إلا في بضعٍ من لحظات .. كان يهدأ فيها الضجيج .. فتشعر بنقصٍ مجهول .. فجوةٍ في مكان ما داخلها لا تعلم محلها بالتحديد .. " و قابلته " .. فتبيَّنت ذلك الاحتياج المبهم الذي طالما لازمها منذ نضوج مشاعرها .. إنه الجوع إليه كان يدغدغها علي إستحياء .. و ما أن رأته حتي هاجمها يفترس ما بقلبها من خواء .. فكانت كمن إشتم رائحة الطعام بعد طول صيام .. تكاد تلتهمه بعينيها كأنها تنحت ملامحه علي جدران روحها .. و في فرصةٍ وحيدةٍ لطمسِ سنينَ من الحرمان .. باغتته دون خجلٍ أو كتمان .. و قالت :- " أحبك " !!
" أيهما الغبي ؟!! "

سامحيني أيتها الغبية .. المخدوعة .. المسلوبة .. هكذا ظننت .. ظننتك تكتفين بما يتبقي مني بعد العمل .. و النوم .. و المقهي .. و التلفاز .. و .. و .. بل ظننتك تسعدين و تنعمين .. ظننتك تنشغلين بأشيائك الكثيرة أن تضجرين .. أن تكأبين .. أن تطاردك الوحدة فتشتكين .. و تهربين .. و تحلمين .. بل ظننت حبي متين إلي يوم الدين .. فأغواني الكسل و الروتين .. الآن أنظر إليكِ .. فأراكِ لا تأبهين .. أراكِ في صمتٍ تبعدين .. تدمعين .. تذبلين في عالمٍ حزين .. حقاً ..  أنا الغبي .. الأناني .. المحتال .. المختال .. الكذوب .. المتغطرس .. لكني بدونك مسكين .. فهل تسامحين ؟
" المظلَّة الفاشلة "

نستتر أحياناً تحت مظلةٍ شفافة .. 
نلوذ بها من نداوة المطر .. 
أما عن حماوة الشمس .. 
هيهات أن يسعفنا منها إلا ليلٌ أغبش !!
ليلٌ قد أتممت الاستعداد لاستقبالِه ..
فطويتُكَ يا مظلَّتي الفاشلة ..
و تهيّأتُ لمواجهةِ غضبِك ..
فلْتلومني كما تشاء أن تلوم ..
سُبَّني و تطاوَل !!!
فأنت أهل الحشمةِ و الحياء !!!
ما عادت حساباتي تتغير بسببك ..
لا بسُخْطِك .. أو رِضاك !!!







إرسال تعليق

يمكنك ترك تعليق

أحدث أقدم