خواطر وهمسات (4)

" دمعةٌ فاضِحة "

كانت جانبي .. و عقلها شارد في عالمها الخاص !! 
خلسة راقبتها من خلف كتاب تدعي قراءته .. راميةً طرفها إلي منتهي الأفق .. و بعد هنيهة .. أطرقت إلي الأرض مع تنهيدة خافتة .. و علي أطراف أهدابها دمعة لوعة تتشبث بالحياة !! 
لم أسألها السبب !! فأنا أعلم الإجابة مسبقاً !! 
رغم مرور الزمن .. 
مازالت تذكره .. 
مازالت دموعها تفضحها !!
و مازالت تدعي النسيان !!
أما أنا .. كالمعتاد .. محتجزاً خارج قلبها .. رغم كوني .. زوجها !!!
" هيكل أجوف "

موسميُّ الروح .. خريفيُّ القلب .. جَدِيبُ الشغف ..  كالماء في بئرٍ غائر .. قد أتقنت فن الاختفاء .. حتي أصبحت لسواد العابرين .. مجرد هيكل أجوف .. لا لون لي و لا رائحة .. و لا بَيِّنَة لوجود حياة .. إلا من بعض عَطَاشى الصحاري .. يتفقدون شحيحَ زادٍ لوَجيزِ وقتٍ .. ثم يكملون المسير .. لا يروق لهم المقام من حولي .. فقد خبروني .. أرضي بور .. لا يربو فيها إلا نبتة السوء .. و لا يراني .. إلا كفيف سعادة !!!
" خضوع الأميرة "

ها قد أحكمت قبضتي عليكِ .. أيتها المشاكسة !! 
و أخيراً جاء وقت مداهَمة حصونِك الأبيَّة !! 
ليس لكِ مني اليوم من عاصمٍ إلا الردَي !! 
قد دبَّرْت و خطَّطْت من أجل تلك اللحظة الكبري !! 
لحظة التتويج !!
هيا اخلعي ثوب الكبرياء .. و اركعي علي أعتاب قلبي في انتظار الرضا !!
خاضعةٌ يتلو لسانِك صلواتي في كلمتين : " إرحمني سيدي " !!
حينها قد أشفق عليكِ بصاعقةٍ من تيار حبِّي .. تهبط علي غرفات قلبك فتحيل وقاره مجوناً حد الجنون .. إلي أن تطلبين الغوث دون أملٍ في النجاة !!
ـــــــــــــــــــ
إنتهي الخيال
ـــــــــــــــــــ
أسمعكم تقولون .... 
خيالٌ سليط !!
من قلبٍ بغيض !!
لكنه مع الأسف .. 
بين الذكور .... ذائع الصيت !!
إلا من رحم ربي ..
فخياله في قولٍ بسيط :
" الحب إبتلاء "

الحبُّ الحقيقيّ .. أبداً ليس وليدَ الصدفة .. بل هو تآلفُ قلبين دون اتفاقٍ مسبق .. توفيقٌ إلاهيٌّ بعد بحثٍ دؤوبٍ .. عن إنسانٍ وحيدٍ دون غيرِه .. قد خلقه الله من أجلِك .. يأتيك متجليّاً في توقيتٍ شديدِ التميز .. علي هيئةِ عطيّةٍ فريدةٍ .. تُكمِل به دواخلَك عن كل منقوصٍ .. فترتقي بحضوره إلي حدودِ كمالك الإنسانيّ !!

هو من هو !! ليس بكاملٍ .. تَعرِفُ عيوبَه عن ظهرِ قلبٍ دون غضاضة .. بل و تعشقها لكونها جزءاً منه .. و بالمثل .. ترضاه لكَ مرآةٍ كاشفةٍ .. تتجرد أمامه دون خجلٍ .. فلا تجد نفسك إلا معه .. لأنه دوناً عن غيره .. سيحب حقيقتك العارية كما هي بلا إدِّعاءٍ أو تَبَرُّج !!

هو من الندرة .. حَدُّ كُفْرِ الجميع بوجوده .. بما فيهم أنت .. إلي أن تلقاه .. فإن لقيته .. إما أن تميزه لمحاً بالبصر .. متمسكاً به حتي الفَناء .. أو أن خوفَك يحجبه عنك .. فتدعه يذهب عن عَمَد .. خادِعاً نفسك منكِراً صدق اللقاء !!

هو إبتلاء ::
فسلاماً علي قلوبٍ أيقنته .. أضناها الوفاء !!
و أماناً علي قلوبٍ أنكرته .. أتعسها البكاء !!
كلاهما عليلٌ ... في أمَسِّ الحاجة للدعاء !!!!
" إخلاء سبيل "

هلا أخليتي سبيلَ حبيبتي المحتجزة داخلَكِ منذ دهر .. رجاءً دَعيها .. دعي ملامحها الحانية تطل من وجهك لوهلة .. دعي صوتها الخفيض يملأ جنبات قلبي .. دعي ابتسامتها تضيئ الجوار .. وحدها و لا غير من يستطيع أن يرى لهفتي للقياها !! إنها اللهفة التي تأبي الخروج ما دمتي حاضرة .. بكل هذا العناد و تلك الغطرسة !!!
" مناورة سلبية "

بعض الجروح لا تندمل .. فقط .. نعتاد الألم في محاولة لخداع الإحساس بها  .. كصوت مزعج في خلفية الحياة .. مع الوقت .. قد لا نسمعه .. في مناورة سلبية لتوفير عناء تجاهله !!
" عِش الحقيقة "

البعض يهرب من الحياة .. و البعض يهرب إلى الحياة !! 
لكن .. 
لا أحد يستطيع أن يهرب من حقيقته !! 
كتلك السمكة .. مهما حاولت الهروب .. لن تعيش إلا في الماء !! 
فكن شجاعاً .. و واجه حقيقتك .. 
فإن عشت .. ستعيش الحقيقة .. 
و إن لم تستطع .. 
يكفيك أن تموت و أنت تحاور
خ

" حب و جنون "

إلتقيا .. فكأن طهر الملائكة قد إختلط بجنون الشياطين .. تاركاً في رحمِ الحياةِ عشقاً خالداً لا يضمر بالتقادم .. و لا يقهره الزمن !!

" لحظات بالغة الخصوصية "

الذكريات .. عادة تشير إلى لحظات سعيدة .. مفعمة بالحياة .. مع الأشخاص الأقرب للقلب .. حين تكون الإبتسامة من الأعماق .. و الهموم فوق السطح .. لحظات فارقة .. مولد .. نجاح .. زفاف .. أو لحظات الصحبة .. تجمعات .. أسفار .. أو لحظات رومانسية بالغة الخصوصية .. نظرة .. همسة .. لمسة ..

جميعنا نلتقط الصور في هذه الأوقات .. حتي تعيش معنا في مسيرة الحياة .. ننهل من جمالها و عذوبتها حين تضمر الأرض و تجف المنابع .. و نحزن كثيرا على مرور بعضها دون تسجيلها .. و عادة تكون هذه اللحظات الأجمل بين الجميع .. لحظات تكشف فيها روحك أمام الأخر بإرادتك فيلهيك الإستمتاع بها عن تسجيلها .. تحتفظ بها داخلك كذكريات حية نابضة بالحياة .. ليست مجرد صور تستحضر الإحساس من بعيد !!!
" سُلَّم الأوهام "

يا صاحبة السعادة ..
أراكي ترتقين نفس السُّلّم الذي أودى بحياتي  !! 
حين ناضلت و صارعت و صمدت من أجلك .. 
بل إنكسرت و تخلَّيت عن دنيتي من أجلك !! 
جئتك  مستسلماً .. رافعاً راية الهوى .. 
أملاً في الوصول لجنتك !!
فخضعت أيضاََ من أجلك !! 
حسبت حبي قد أمِنَ مكر الوداع .. 
واهماََ كنت !! 
برهة يسيرة و جافيتى شغفي بإزدراء !! 
ملقيةً إياي من أعلي السُّلّم ..
 لملمت أشلاء الشتات ما استطعت ..
أبغى الحياة .. 
علَّ التخلي عن الأمل طوق النجاة .. 
واهماََ كنت !! 
ما من براءة .. 
من ذاق شهدك في غَدَاةٍ .. تكابده الردى فى الأصيل !! 
فتأرجحى علي سُلّم الأوهام .. 
و لتلعبي دور الذليل !!
أما أنا ..
فالغِرُّ يعتزم الرحيل !!

إرسال تعليق

يمكنك ترك تعليق

أحدث أقدم