خواطر وهمسات

" أوّاهُ ذنبٍ "

إني رأيتُكِ بالمنامِ .. و كما أوصيتي إبتعدت ..
و قبل أن أصحو ببرهةٍ .. نازعَني شوقي فامتثلت ..
هرولتُ خلفك .. لاحقتُ طيفك .. و لبعض شعراتك جذبت ..
و رغم إحساسي بجُرْمٍ .. لكني أبداً ما استحيت ..
فدنوت من عين المها .. و خدَّكِ الغَضّ لثمت ..
أوّاهُ ذنبٍ .. شلَّ أوصالي .. استغثت ..
صليت فجري و استتبت ..
و أردت أن أنجو بإثمي .. فاعترفت ..
أني لعهدي قد حنثت ..
فهل تغفرين نقيصتي ؟!!
إني لصفحكِ قد رجوْت !!!
" المِتْراس "

كلُّ شيّئٍ فَقَدَ معناه في غيابِك ..
كلُّ رغبةٍ في المُضيّ قبالة الأحلام !!
كل رجاءٍ في التقهقرِ إلي ما وراء الفراق !!
حتي الأمل أن أظل ساكناً دون حراك !!
كل هؤلاء قد تنحّو جانباً دون سابق إنذار .. و لم يبْقَ إلا هذا الإضطرابُ الهائل ..  يلتهمني و لا أجرؤ أن أصرخ أو أنتحب !!
فما جدوى الأنين ... إن كنتَ تنساني ؟!
و ما جدوى التّمنِّى .. إن كنتَ تتناسى ؟!
وحدي سأصمد .. لعلّي يوماً أتلذذ بالألم .. فأتخذ منه مِتراساً يبقيني علي قيد الحياة .. و لو علي سبيل الاستدانة من سَكَرات الموت !!!

" مسلوبَ الإرادة "

و إن أمسكتُ بَوْحي عن اعتزازٍ ..
فلا زال قلبي مسلوبَ الإرادة ..
يخشي في السُهادِ لكَ فِراقاً ..
و يبتهلُ شِقاقََك في العبادة ..
حتى إذا ولَّيتَ عنه ..
بات يتضرعُ في استماتة ..
" ربِّي رُدَّه ردّّاً جميلا ..
و لن أُغالي إلاّ في السعادة " !!

" قاموس الرحلة "

إثنان .. متشابكا اﻷيدى .. بخطواتٍ واثقةٍ يخطوان بحذرٍ فوقَ طريقٍ غيَر ممهد .. حادٍّ كالسيف في أجزاءٍ منه .. لكنهما علي الدوامِ يتحركان ككيانٍ واحد .. كلٌّ منهما زادُ رفيقِه فى رحلته .. قد تعاهدا يوم اللقاء ألَّن يُحْذِلَ إحداهما الآخر ..
سيكملان الطريق مهما اهتزت الأرض بالزلازل !! 
سيكملان الطريق ليس لأن في نهايته السعادة  !!
بل ..
" سيكملان الطريق لأن السعادةَ في كونهما معاً !! "
فإن زال هذا الشرط عن قاموس الرحلة .. بَطُلَ العهد .. و آن أوان الفراق !!
هكذا هو الحب في البداية .. و هكذا هو الحب عند النهاية !!

" كَشْف المستور "

أَعلَمُ أنني قد تأخَّرتُ كثيراً حتي أبوح بها
تلك الكلمة ذات الحروف الأربعة
كنت أظنكَ أبداً لن تَمِلَّ إنتظاري
حتى أتثبّت من مكانك داخلي
ألَّن يدنوه غيرك
ألَّن يسكنه غيرك
ألَّن يملأه غيرك
و حين استيقنتُ .. أتيتك كى أجهرَ بالمستور
و كأنها مفاجاتي السارَّة لقلبِك الصبور
و قد كان
لكنها و بكل أسف لم تكن مفاجأة
بل و يبدو أنها لم تكن سارّةً بالمَرّة
كانت حدثاً متوقعاً باهتاً بلون الورد الذابِل
قد رأيتُ ذلك في عينيك .. فلا تجادل !!
و لا تأخذك رحمةٌ بقلبيَ المتخاذل !!
علي الفور .. سألملم حروفي الأربعة المهشمة علي أرض الأحلام .. و سأغرسها في حَلْق الأمنيات .. ثم أبتلعها مع القليلِ من شفقتك و الكثيرِ من خيبتي .. إلي أن أودِعُها في جوف القلب حيث تنتمي ... و إلي الأبد !!
" عهد الصباح "

عهد قطعته علي نفسها كل صباح ..
أن تغمر وجهه بنظرة دامعة ..
تصحبها إبتسامة حائرة ..
تعقبها قبلة علي يديه ..
و تنهيدة تهمس أن :
" شكرا أن جعلت أحلامي المستحيلة .. ممكنة ".
" من الأَسْرِ .. إلى التّيه "

بين عشراتِ العيونِ أهيمُ
بحثاً عن مهربٍ من أَسْرٍ أصابَ القلبَ في مقتلِ !!
و لمحتُها .. ترنو بعينٍ دامعةٍ صوب الأفق
ناديتها .. فالتفتت
و عبر عينيها وجدتُ للنجاةِ سبيلاً  !!
فدنوتُ منها مسرعاً .. لكنها ..
باعدت بيني و بين عِناقها ..
فلبثتُ  في التيهِ ما شاء اللهُ من السنينِ ..
مُصّفَّداً بوِثاقِ قلبي ..
و خلاصي .. في أجفانها !!
" حديث مشروط "

لا مانع أن نجلس للحديث .. لكن تلك المرَّة .. تحت شروطي المُشدَّدة .. فلطالما إستمعتُ لأحاديثك .. بل و استمتعتُ بها .. إلي أن تملَّكني الخوف .. بل الرعب .. أن تصير تلك الأحاديث المكرّرة هى كل ما يجمعنا !!! و حين تنتهي .. لا نجد غير الصمت يلحَف أفواهنا !!! فأنفر منك .. و تهرب مني بحثاً عن بديل !!!!

لا مانع أن نجلس للحديث .. و لكن ..
لا تبدأ بسؤالي عن حالي و كيف كان يومي .. أو ما شهدته من منغصاتِ الطريق و العمل ..
لا تحدثني عن شؤون الأولاد و الدراسة .. و لا عن مشاكل العائلة و الأصدقاء ..
لا تحدثني عن طعامٍ أو لباسِ أو عطور .. و لا عن خطط التسوق و الإجازات ..
لا تحدثني عن طموحاتك و أحلامك .. و لا عما سنستطيع فعله حين تنجح في تحقيقها ..
باختصار
لا تحدثني عن تلك الحياة التي نعيشها معاً .. تلك الحياة التي تملأ ساعاتٍ و ساعاتٍ من الأحاديث الفاتِرة اللذيذة .. و صدقني أنا لا أمِلَّ منها فقط لأنها معك .. حبيبي و رفيق دربي !!
كل ما أريد .. ساعة واحدة كل شهر .. تحدثني فيها كأنثى ترغب في استمالتها .. هل كنت لتحدثها عن تلك الأمور .... إن أتيحت لك معها ساعةٌ واحدة ؟!!!!

" غياب مؤقت "

حسناً .. سأختفى لفترة ..  لقد قررت أن أغيب عن الوَعى باختياري .. و حرصت أن أودعكم كي تَبْهَجوا للفِراق .. لا أودعكم لأنكم ذوو شأنٍ عندي .. أبداً بالمَرّة .. بل أردتُ أن تعلموا سبب غيابي ليس إلا ..
سأغيب مؤقتاً لأستريح من عناءِ الابتسام في وجوهٍ لا يكسوها إلا النِفاق .. منكم سئمت !!
سأغيب مؤقتاً كى تستتر روحي في جُبٍّ أَرحَب من ضيقِ صدوركم .. فقد سئمت !! 
سأغيب مؤقتاً لأستفيق من واقعٍ  يجثم فوق صدري كالطَّوْد العظيم .. حقاً سئمت !!
سأغيب إلي أن يستكين ضجري منكم و من نفسي كوني بينكم .. و أعلم أني مجبرٌ أن أعود ... لكن يملؤني الأمل أن تكون الأمور قد تغيرت .. و يا حبذا لو كان هذا التغيير .. ألا أجدكم بالحياة !!










إرسال تعليق

يمكنك ترك تعليق

أحدث أقدم