ولم يستطع الجميع مغالبة الدموع عند سماعهم لرواية والدة ناصر الزفزافي التي كانت تبكي بحرقة على فراق ابنها الذي يوجد رهن الاعتقال، وتشتكي لزيان حالة المنزل الهشة وتواضع العائلة وهي تردد: “هذا حالنا اللي كايقولو أننا كانشدو فلوس الخارج.. فين باينين علينا.. ولدي مظلوم لكنه راجل وأنا كانفتاخر به”.
ودخل زيان للغرفة “المشهورة” التي كان يطلق منها ناصر نداءاته المباشرة على تقنية البث المباشرة، حيث وجدها في حالة فوضى بعد التدخل الأمني الذي وصف بالعنيف، انتقلت على إثره الأم إلى غرفة العناية بسبب الصدمة.
وقد عاين الجميع تواضع المنزل المكون من غرفتين للنوم؛ إحداهما لناصر وإخوانه الثلاثة وغرفة ثانية للأم والأب، وبهو تم تسقيفه حديثا، حيث أكد والده حالة التقشف التي تعيشها العائلة المكونة من ستة أفراد، بسبب التقاعد الهزيل الذي تبقى من سنوات الخدمة في القطاع العام كمقتصد، وهو يغالب دموعه حسرة على ابنه البالغ من العمر 39 سنة، وأسفا على التطور المفاجئ للأوضاع ضد ابنه الذي أصبح بين عشية وضحاها محط اتهامات وإشاعات مغرضة.
وكان لافتا للانتباه الثقافة العالية التي تتمتع بها أسرة الزفزافي، إذ سارعت إلى عدم حصر النقاش في شخص ناصر وأسرته بل امتد إلى معالجة عميقة لأسباب الحراك ومطالبه الاقتصادية والاجتماعية، وأسباب فشل مصالحة الدولة مع الريف.
Tags:
أخبار