مُــراكس قِبلتُها لا تصلحُ للصلاة...
1
الحمد لله أن والدي لا يُغادر الدوّار كثيراً، ونسّوته بشعات، لا يثرن أحداً، لا يثرن حتّى كلباً أعمى. ولا يستفزنّك بقوامهن الممشوق، ولا يدفعنك لتبيع ممتلكاتك مقابل الحصّول عليهن... تبيع هاتفك النقّال كما فعلتُ يوماً، ومومس تُراودني عن نفسي، وضعفت حتى صرت ككلب سلوقي يُلاحقها أينما ذهبت.. ويومها أخبرني صديق أني مسحور،عمَلت عملاً شيطانياً لي، ابتسمتُ في وجهه ساخراً، واستلّيت عضوي كشافاً إياهُ له، وخاطبته :
ــ إنه ــ العضو الذكري ــ أكبر شيطان عرفته البشرية.. هو التميّمة التي تجعلك تنقادُ كالحمار لامرأة فاتنة.. مكاين لا سحّور لا قلاوي.. مجرّد أوهام حقيرة.
ابتسم هو مُحقّراً من قيمتي. عرف مقدّاري من طولي عضوي. كان عضوي صغيراً.. صغيرا لحد أني عانيتُ كثيراً كي أسّحبه من سحاب السروال المتآكل الجنبات..
لو زار مراكش، وتجوّل بكليز عشية، حين تبردُ حرارة الشمس المُتّقدة،، من المؤكد، وأمر وارد جداً أنه لن يعود، وسيطلّق والدتي عبر رسالة نصية قصية بالهاتف. ستكتبها له فتاة ليل مليحة، لأنه أمي ولا يعرف الكتابة، لكنه يعرف فعل أمور أخرى أهم بكثير منها.
لقد احّترتُ وأنا أتجوّل كأحمق وسط المدينة. أووووووووه.. لم أعد أميز بين النساء، من منهن لا تخون زوجها، ومن تلعبُ لعبة آثمة خفية عنه.. حِرت في تصنيف "بنات دراهم" وبنات الليل، يبدو لي أنهن جميعهن بنات ليل، وواحدة فقط ستدخل من كلّ نسوة المدينة للجنة، تلك المرأة التي كانت تبيع السجائر قرب سور يوشك على السقوط، يتفتتُ تُرابه كتفتّتِ أحلامنا بهذا البلد اللّعين... وحدها ستدخل الجنة، عداها لا، أجزم أن هذا ما سيقع..
رجل عجوز مُقّعد، يدفع بجسده للأمام فوق كرسي متحرك، وهو يحاول قطّع الطريق، لا أحد ساعده وعجلة كرسيه تعّلقُ في حفرة. مرّ الجميع بجواره متلذذين باستراق النظرات لملذات الحياة، وكان هو يُكابر بما ملك من شهامة وكبرياء، ولم يطلب من أحدهم مساعدته. في الجهة المقابلة منه، شابتان جميلتان، قحبتان، الأمر محسوم في الصّفة، أوكد لكم أنهما قحبتان، وقد تكون إحدهما، هيّ من تشاجرت مع زميلة لها، على دعّك جسد سعودي بمركز تدليك، تُطرطق عضلاته رقبته السمينة المُتعبة، أتعبها اللعين بكثرة التفاته للمؤخرات الرخيصة هنا، وتمصّ له أشياءً أخرى لا يعلمها سوى "السوكيرتي" المبتسم بغضّاضة..
يأبى مُحرك سيارتهما أن يدور. عاجز كعضو ذكري لرجل مريض بالسكري، يرفض أن يشتغل، تحاولان مرة أخرى ولا ينجح الأمر. هبطت واحدة تستنجذ بشباب ليدفعوا سيارتها لعل محركها يدور. نصف شباب المدينة أراد المساعدة، فعل الخير، الدخول للجنة بدفع سيارة قحبة لا يدور محرك سيارتها. الشباب كشفوا عن عضلاتهم، مبديّن استعداداً فطريا للمساعدة.. ظلّ الرجل المُقعد يحاول أن يفك أسّر عجلته من الحفرة، وينظر للسماء بعينين باردتين.. يتوسّلها المساعدة..
وأنا أغادر المنزل هذا الزوال باتجاه المقهى. رأسي يدوّر بسبب ثمّالة ليلة البارحة. لقد أكثرتُ من الشّرب، شربت كثيراً من البيرة، وكدتُ أتبول في سروالي. أدخن سيجاتي الأولى، وأنا أقترب من باب الإقامة السكنية، رجل يسألني عن قبلة الصلاة. يسحب سجادته من داخل سيارته البيضاء الرباعية الدفع. يسألني أين وجه الله.. أين وجهة القِبلة... نظرتُ له، تذكرتُ مشاهد البارحة.. رميتُ السيجارة وأجبته..
ــ مراكش قِبلتها لا تصّلح للصلاة.. إنك تُهدر وقتك سيدي...
بقلم : حسن الحافة.
1
الحمد لله أن والدي لا يُغادر الدوّار كثيراً، ونسّوته بشعات، لا يثرن أحداً، لا يثرن حتّى كلباً أعمى. ولا يستفزنّك بقوامهن الممشوق، ولا يدفعنك لتبيع ممتلكاتك مقابل الحصّول عليهن... تبيع هاتفك النقّال كما فعلتُ يوماً، ومومس تُراودني عن نفسي، وضعفت حتى صرت ككلب سلوقي يُلاحقها أينما ذهبت.. ويومها أخبرني صديق أني مسحور،عمَلت عملاً شيطانياً لي، ابتسمتُ في وجهه ساخراً، واستلّيت عضوي كشافاً إياهُ له، وخاطبته :
ــ إنه ــ العضو الذكري ــ أكبر شيطان عرفته البشرية.. هو التميّمة التي تجعلك تنقادُ كالحمار لامرأة فاتنة.. مكاين لا سحّور لا قلاوي.. مجرّد أوهام حقيرة.
ابتسم هو مُحقّراً من قيمتي. عرف مقدّاري من طولي عضوي. كان عضوي صغيراً.. صغيرا لحد أني عانيتُ كثيراً كي أسّحبه من سحاب السروال المتآكل الجنبات..
لو زار مراكش، وتجوّل بكليز عشية، حين تبردُ حرارة الشمس المُتّقدة،، من المؤكد، وأمر وارد جداً أنه لن يعود، وسيطلّق والدتي عبر رسالة نصية قصية بالهاتف. ستكتبها له فتاة ليل مليحة، لأنه أمي ولا يعرف الكتابة، لكنه يعرف فعل أمور أخرى أهم بكثير منها.
لقد احّترتُ وأنا أتجوّل كأحمق وسط المدينة. أووووووووه.. لم أعد أميز بين النساء، من منهن لا تخون زوجها، ومن تلعبُ لعبة آثمة خفية عنه.. حِرت في تصنيف "بنات دراهم" وبنات الليل، يبدو لي أنهن جميعهن بنات ليل، وواحدة فقط ستدخل من كلّ نسوة المدينة للجنة، تلك المرأة التي كانت تبيع السجائر قرب سور يوشك على السقوط، يتفتتُ تُرابه كتفتّتِ أحلامنا بهذا البلد اللّعين... وحدها ستدخل الجنة، عداها لا، أجزم أن هذا ما سيقع..
رجل عجوز مُقّعد، يدفع بجسده للأمام فوق كرسي متحرك، وهو يحاول قطّع الطريق، لا أحد ساعده وعجلة كرسيه تعّلقُ في حفرة. مرّ الجميع بجواره متلذذين باستراق النظرات لملذات الحياة، وكان هو يُكابر بما ملك من شهامة وكبرياء، ولم يطلب من أحدهم مساعدته. في الجهة المقابلة منه، شابتان جميلتان، قحبتان، الأمر محسوم في الصّفة، أوكد لكم أنهما قحبتان، وقد تكون إحدهما، هيّ من تشاجرت مع زميلة لها، على دعّك جسد سعودي بمركز تدليك، تُطرطق عضلاته رقبته السمينة المُتعبة، أتعبها اللعين بكثرة التفاته للمؤخرات الرخيصة هنا، وتمصّ له أشياءً أخرى لا يعلمها سوى "السوكيرتي" المبتسم بغضّاضة..
يأبى مُحرك سيارتهما أن يدور. عاجز كعضو ذكري لرجل مريض بالسكري، يرفض أن يشتغل، تحاولان مرة أخرى ولا ينجح الأمر. هبطت واحدة تستنجذ بشباب ليدفعوا سيارتها لعل محركها يدور. نصف شباب المدينة أراد المساعدة، فعل الخير، الدخول للجنة بدفع سيارة قحبة لا يدور محرك سيارتها. الشباب كشفوا عن عضلاتهم، مبديّن استعداداً فطريا للمساعدة.. ظلّ الرجل المُقعد يحاول أن يفك أسّر عجلته من الحفرة، وينظر للسماء بعينين باردتين.. يتوسّلها المساعدة..
وأنا أغادر المنزل هذا الزوال باتجاه المقهى. رأسي يدوّر بسبب ثمّالة ليلة البارحة. لقد أكثرتُ من الشّرب، شربت كثيراً من البيرة، وكدتُ أتبول في سروالي. أدخن سيجاتي الأولى، وأنا أقترب من باب الإقامة السكنية، رجل يسألني عن قبلة الصلاة. يسحب سجادته من داخل سيارته البيضاء الرباعية الدفع. يسألني أين وجه الله.. أين وجهة القِبلة... نظرتُ له، تذكرتُ مشاهد البارحة.. رميتُ السيجارة وأجبته..
ــ مراكش قِبلتها لا تصّلح للصلاة.. إنك تُهدر وقتك سيدي...
بقلم : حسن الحافة.
Tags:
كتاب الفيسبوك