هل أحبــبت امرأة مـن قـبـل ؟

هل أحببَت امرأة من قبل؟
ـ لا.. أبداً. المرأة الوحيدة التي أحببّت كانت والدتي، غيرُها من النساء، من عرفتُهن عن قرب، لم يعرف حبّهن لقلبي طريق. كان دوما بعيداً عن اللّعبة التي ألعبُها معهن.. إنه مضيعة للوقت فقط. هو من قال فيه الروائي حنا مينة: "خطيئة ستدفع ثمنها بالحياة قبل الموت".. وهو من وصفه فرانز كافكا: "بحبل المشنقة الذي يلفّه الحمّقى حول أعناقهم بإرادتهم"
لمــا؟
ـ لا أعرف.. أظن أني شخص مريض، أو هكذا يُعرفني التحليل النفسي لفرويد، لكن الدوّار يضعني في خانة الرجال.
كيف؟
في الدوّار أن تُحب امرأة جريمة في حقّ نفسك. سيهينك الجميع بسببها، وستصير أضحوكة وسطهم. الرجال لا يحبون النساء بلهفة، ستضعف كثيراً، وستُمرغُ بكبريائك الأرض.. والضعف بالدوار مهانة كبيرة ستُلاحقك ما حييت. أنا يهمني حكم قيمة الدوار.. أكثر مما يهمني حكم التحليل النفسي على حالتي.
ألن تتزوج امرأة عن حبّ؟
ــ أبداً.. يوم أُفكر في الزواج، سأختار فتاة بدوية ضعيفة، مُستسلمة للقدر، وتريد فقط إنجاب ولد يملا عليها البيت ضجيجا وشقاوة.. سأختارها من البادية بعيداً عن المدينة. المدينة نصف بناتها مومسات، والنصف الثاني مُستعدات لأن يكن مومسات، فقط ينتظرن الفرصة والزبون الغني المُناسب. ثم أنا أشعرُ أني سأصاب بضعف جنسي مزمن وأنا في سن الأربعين، على الأقل، بنت البادية، ستحاول أن لا تخونك بالسرعة التي ستخونك بها ابنة المدينة..
لكنك تُعمّم؟
بنت المدينة لن تسكن مع والدتي. إنها دائما تحاول أن تهرب بك بعيدا. تنزعُك من الأرض التي نبُت فيها كي يتسنى لها فعل أيّ شيء. بنتُ البادية البعيدة سترضى مُجبرة أن تُقاسم اللقمة مع والدتي، ستحّرسها وتُراقبها كما يفعل رجل أمين بأمانة. ستعتبرها أمانة في عُنقها، ويوم ستموت، سأطلق زوجتي وأرسلها لدارهم. مات الحارس الأمين، وستفْسُد الأمانة بعدها..
والفـايسبوك؟؟
ــ ما به...؟؟
ألا تصّلح المُبحرّات على زرقته للزواج؟
ــ قلتها سابقاً.. إنهن لا يصلحن له، مجرد عرائس ليلة وينتهي الأمر. الفايسبوك يصلح لأن تُطلق فيه لا أن تتزوّج به، الأمر محسوم، لستُ أنا من حسمه، لكن العبرة والتجارب والقصص هي من حسم الأمر الذي فيه سألتني..
إنك ستعيش معذباً ما حيّت؟
ــ لا جديد.. أن أعيش معذبا أفضل لي بكثير أن أعيش مخدوعاً، منوماً تنويماً حقيراً من امرأة لعينة. الجميع ينظر لي باستهزاء وتحقير، وينبذونني من وسطهم كشخص مُصاب بالجرب. أفضل أن أُعذب على أن أُهان. جرب إحساس أن تُهان وستفضل العذاب..
ثم لست كامل الأوصاف لتختار بهذه الطريقة؟
ــ أعلم أني لست كامل الأوصاف، بل سأضيف، أني حقير جداً، وبئيس، وذميم، لكن اختياراتي لا أغصب احداً على تقبلها، الانصيّاع لها. هي مُجرد رغبات، ومن يدري، قد يتذكرني ملك الموت قبل أن أُحققها.. وسيسعدُ بعدها العالم بموتي..
إذن؟؟؟
دعها تمضي كما تشاء... ومهما حاولنا تغيير ساري السفينة، مرجحٌ بنسبة كبيرة لأن تنقلب. مجرد أن تحبّ، ستقلب السفينة أسفلها على أعلاها.. الجُبناء وحدهم من يحبون. النساء لعينات، بقدر ما يعرفن بحبك لهن، تنبتُ لهن القرون وينطحنك..
عش بشرف أو سوف تُنطح.. وأنا كل ما أفعله...
أحاول العيش بشرف وبكبرياء...  وأتفادى أن اُنطَحْ.. 
بقلم:حسن الحافة


إرسال تعليق

يمكنك ترك تعليق

أحدث أقدم